تمكنت قوات “قسد” خلال الساعات الـ48 الماضية، من تحقيق تقدم استراتيجي على حساب “تنظيم الدولة” أقصى الشرق السوري، من خلال السيطرة على قرية أبو الحسن (البقعان جزيرة)، وقرية الكشمة التابعة لبلدة الشعفة في ريف دير الزور الشرقي.
وبحسب ما أفاد به مراسل “فرات بوست” بريف دير الزور، فإنه عبر السيطرة على هاتين القريتين، انحسرت المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم على بلدة الشعفة بشكل كامل، وبلدة الباغوز فوقاني التي تمكنت “قسد” في وقت سابق من السيطرة على أطرافها فقط، وبلدة السوسة، إضافة إلى قريتي السفافنة والمراشدة اللتين تعدان من المناطق المهمة لمقاتلي “تنظيم الدولة”، بسبب تواجدهما على ضفة نهر الفرات، وكثرة بساتينهما.
ويرجح مراسلنا، أن من أسباب التقدم السريع لـ”قسد” خلال الساعات الماضية، هو تأثر عناصر التنظيم بشدة الحصار المفروض على مناطقهم منذ أشهر، ناهيك عن تساهل “قسد” مع عناصر التنظيم الذين ألقى القبض عليهم أو سلموا أنفسهم في وقت سابق، وإطلاق سراح أغلبهم، ما جعل كثير من المقاتلين المتبقين داخل ما تبقى من مناطق خاصعة لـ”تنظيم الدولة”، يميلون إلى الاستسلام وعدم القتال، وربما بنية تشكل خلايا، أو العودة للقتال في وقت لاحق عقب إطلاق سراحهم “المتوقع”.
ما أهمية الكشمة وأبو الحسن؟
منذ أشهر عدة، وعندما حصلت انشقاقات في صفوف “تنظيم الدولة”، وأغلبهم من أوزبكستان وكازخستان والصين، بسبب مطالبة قسم من عناصره بظهور الخليفة أو تنصيب خليفة جديد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي قائد التنظيم “أبو بكر البغدادي”، والمعارضين له أدت إلى قتلى بين الطرفين، واعتقال أكثر من 500 عنصر من معارضي البغدادي.
وفي هذا الإطار، تمكن بعض المعارضين لـ”خليفة” التنظيم، والذين يقدر عددهم بنحو ألف عنصر، من السيطرة على قريتي الكشمة وأبو الحسن وإقامة إمارة فيها، لتصبح خط دفاع أول ضد أي هجوم على مناطق “تنظيم الدولة”، وتعرضت لقصف عنيف من التحالف أدى إلى انسحاب العناصر من أبو الحسن إلى الكشمة.
ومع بدء معركة الكشمة، فضل عدد كبير من المقاتلين تسليم أنفسهم لـ”قسد”، ويعتقد بأن لديهم أمل كبير بإطلاق سراحهم وتشكيل خلايا داخل مناطق “قسد”، أو العودة بعدها إلى الشعفة والسوسة، حيث يوجد أنصار البغدادي.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست” من مصدر خاص، طلب عدم الكشف عن اسمه، فقد عمد أكثر من 100 أجنبي خلال الأيام الماضية بتسليم أنفسهم مع أفراد عائلاتهم إلى “قسد”، كما قامت زوجات عناصر من التنظيم، ممن قتل أزواجهن في وقت سابق، بالاستسلام وتسليم أنفسهن أيضاً.
119
المقال السابق