شهد الريف الشمالي لدير الزور اليوم الثلاثاء، احتراق أحد الآبار النفطية بالقرب من حقل العزبة، عبر مجهولين لم تتبين هويتهم بعد، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة.
وتزامنت هذه العملية، مع هجوم من قبل مسلحين قالوا إنهم يتبعون لـ”تنظيم الدولة”، على منزل صاحب فرن الهويش في المنطقة ذاتها، واعتدوا عليه بالضرب، كما عمدوا إلى سرقة ما بحوزته من أموال.
وفي الوقت ذاته، أطلق عناصر يرجح أنهم تابعين للتنظيم، النار على دورية لـ”قسد” في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين بجروح.
وتأتي هذه العمليات، بعد يوم من تبني “تنظيم الدولة” لعملية تفجير سيارة راعي كنيسة “الأرمن الكاثوليك”، القس يوسيب ابراهيم بيدويان، ووالده في قرية الزر برريف دير الزور الشرقي.
وبالأمس أيضاً، تعرضت مدينة القامشلي بريف الحسكة لسلسلة تفجيرات متزامنة عبر سيارتين مفخختين ودراجة نارية، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات بين المدنيين.
كما شهدت بلدة جديد عكيدات في ريف دير الزور الشرقي، اغتيال عمران الحسين الشاكر من أبناء مدينة موحسن، وتبنى التنظيم العملية في وقت لاحق، بتهمة “التعامل مع قسد”.
العمليات المذكورة سابقاً، جاءت في إطار التدهور الأمني الحاصل داخل المناطق الخاضعة لـ”قسد” في دير الزور والرقة وريف الحسكة، وتكرار عمليات التفجيرات والاغتيالات وحرق الآبار والهجمات بشكل يومي خلال الأسابيع الماضية.
ويثير هذا التصعيد الذي تبنى التنظيم معظم عملياته، تساؤلات حول أسبابه وتوقيته، والرسائل والغايات منه، وسط اتهامات من ناشطين لـ”قسد”، بأن لها مصلحة في عودة الحياة لعمليات التنظيم في هذه المرحلة، وإيصال رسالة للعالم ومن يدعمها من الدولة الغربية بأن “تنظيم الدولة” لم يمت بعد، وبالتالي هناك ضرورة لاستمرار وجودها وسيطرتها على المنطقة.
وبالمقابل التنظيم ربما يهدف من وراء هذه العمليات، إلى الرد على قتل زعيمه السابق البغدادي، ولايصال رسالة لأنصاره وأعدائه بأنه ما زال موجوداً، ناهيك عن تبنيه لنهجه الجديد المتمثل فيما يسمى بالذئاب المنفردة والخلايا المنتشرة في مناطق شاسعة، وعملها يزيد من خسائر أعدائه على حساب تقليل خسائره البشرية، وربما انعدامها مقارنة بما كان عليه الحال عندما كان يسيطر على مساحات جغرافية واسعة في سورية والعراق.
وكانت تصريحات أمريكية قد صدرت خلال الأشهر الماضية، وخاصة من قبل مسؤولين في البنتاغون، ومنهم المفتش العام “جلين فاين”، تحذر من عودة “تنظيم الدولة” في سورية، رغم إعلان الرئيس الأمريكي هزيمة التنظيم والانتصار عليه، وتعهده بمتابعة وقتل من تبقى من قادته.
662
المقال السابق