*فرات بوست: تقارير ومتابعات
وبينما أشار بشار الأسد إلى أن انسحاب القوات التركية من سوريا ليس شرطاً مسبقاً لتطبيع العلاقات مع أنقرة، أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن وجود القوات ضرورية لمنع سوريا من الوقوع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، وخاصة حزب العمال الكردستاني.
دعم الجيش التركي قوات المعارضة للسيطرة على عدة بلدات في شمال سوريا من تنظيم الدولة الإرهابي ووحدات حماية الشعب، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني. ويشن الجيش منذ عام 2016 هجمات متتالية عبر الحدود، وخاصة ضد “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال المصدر في تصريح للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته إن “الوجود التركي في سوريا يمنع تقسيم الأراضي السورية وإنشاء ممر إرهابي هناك”، وأضاف المصدر نفسه “نريد أن نرى سوريا ديمقراطية ومزدهرة، وليس سوريا تعاني من عدم الاستقرار والمنظمات الإرهابية”.
سعت أنقرة في الأشهر الأخيرة إلى التقارب مع دمشق، حيث أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أنه قد يدعو الأسد لزيارة تركيا.وقال الأسد الأحد إن انسحاب القوات التركية من أراضيها ليس شرطاً مسبقاً للتقارب. وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية “أعرب رئيسنا شخصياً عن استعدادنا للمحادثات والحوار على كافة المستويات”، مضيفاً أن تصريحات أنقرة الأخيرة بشأن المحادثات بدا أنها تركت أثراً. وأضاف المصدر “لدينا موقف واضح بشأن سوريا”.
*مواد ذات صلة:
تركيا “تشدد” الإجراءات بشأن اللاجئين السوريين وملف الهجرة
وفي سياق منفصل، قال السفير التركي لدى الأمم المتحدة أحمد يلديز، الأربعاء، إن الطريق الوحيد لحل الصراع السوري المستمر منذ 13 عاماً هو من خلال نظام حكم يمثل جميع السوريين مع الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط، قدم يلدز رؤية تركيا لإنهاء الأزمة السورية، التي دفعت المنطقة إلى ما وصفه بـ “اضطرابات خطيرة ومعقدة”.
وأضاف يلديز أن “الحل الدائم الوحيد يكمن في سوريا يحكمها إرادة جميع السوريين، مع الحفاظ على سلامة أراضيها ووحدتها”، مؤكداً على الحاجة إلى عملية سياسية. وشدد السفير على أن جميع الأطراف يجب أن تحدد أولويات التسوية الدائمة والعمل على إنهاء “دوامة العنف الإقليمي”. وأكد أن تنشيط العملية السياسية من خلال اللجنة الدستورية، وتسهيل العودة الآمنة للاجئين، ومكافحة “الإرهاب الانفصالي- في إشارة إلى قسد” وضمان استمرار تسليم المساعدات الإنسانية هي مكونات أساسية. اللجنة الدستورية هي اتفاق بين نظام الأسد وهيئة المفاوضات السورية المعارضة لدعم العملية السياسية بقيادة سورية.
أعرب يلدز عن قلقه إزاء الأحداث الأخيرة في دير الزور شرقي سوريا وانتقد الدعم الذي تقدمه تركيا لحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب، والذي قال إنه يهدد وحدة سوريا. وأكد أن هذه الجماعات الإرهابية تقمع السكان المحليين وتحد من وصولهم إلى الإمدادات الغذائية الأساسية ومياه الشرب.
وأشار إلى أن حزب العمال الكردستاني يركز على أجندته الانفصالية، كما يتضح من محاولاته المزعومة لإبرام “العقد الاجتماعي“ و”الانتخابات المحلية“. وفي معرض حديثه عن الأزمة الإنسانية، دعا المبعوث التركي إلى توفير وصول عبر الحدود على أساس الاحتياجات ويمكن التنبؤ به لتوصيل المساعدات. وحث المجتمع الدولي على الحفاظ على مستويات التمويل والوفاء بالتعهدات على الفور.
- واختتم يلديز بالقول “إننا بحاجة إلى تركيز متجدد من جانب المجتمع الدولي من خلال تنسيق أوسع ونهج شامل لسوريا”، مؤكداً أن الخطوات نحو المصالحة الوطنية الحقيقية، بما يتماشى مع توقعات جميع السوريين، أمر حاسم لحل الصراع.