تركيا ترفض سياسة “الباب المفتوح” للاجئين إذا انهارت إيران

يحمل 76 ألف إيراني تصاريح إقامة في تركيا. ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي الصادرة عام 2024، اشترى ما لا يقل عن 35 ألفًا منهم منازل منذ عام 2019.

by Ahmad b..d

 

*فرات بوست: رأي – تقارير ومتابعات 

ترجمات فريق العمل ـ المصدر:”Middle East Eye

 

الأسد

تُنذر الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران بإشعال حرب إقليمية أو حتى تغيير النظام في البلاد، وهو تطورٌ أثار قلق المسؤولين الأتراك في أنقرة منذ سبتمبر/أيلول.

استهدفت الضربات الإسرائيلية، التي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، في البداية البنية التحتية النووية الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي.

لكن مع مرور الوقت، حوّلت إسرائيل تركيزها نحو هيكل القيادة في الحكومة الإيرانية، ثم انتقلت لاحقًا إلى مباني الأمن الداخلي.

على سبيل المثال، أفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية استهدفت يوم الاثنين المقر الداخلي للحرس الثوري الإسلامي، بالإضافة إلى سجن إيفين سيئ السمعة، حيث يُحتجز السجناء السياسيون.

حتى أن أحد الوزراء الإسرائيليين اقترح أن إسرائيل تتعاون مع المعارضة الإيرانية، مما يعزز تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود كاتس العلنية بأن إسرائيل تسعى لتغيير النظام أو على الأقل تهدف إلى تقويض حكومة طهران.

هذا احتمالٌ حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيعه مساء الأحد بمنشورٍ على موقع “تروث سوشيال“. وتساءل: “إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزًا عن استعادة عظمته، فلماذا لا يُغيّر النظام؟”.

تُدرك الحكومة التركية تمامًا تداعيات عمليات تغيير النظام والحروب، بعد أن عانت من الآثار المُزعزعة للاستقرار للغزو العراقي بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، ومؤخرًا، الثورة السورية التي تحولت إلى حرب بين عامي 2011 و2024.

العقوبات

غالبًا ما أدت هذه الصراعات إلى نزوح مئات الآلاف من اللاجئين إلى تركيا، وعطّلت قطاعاتٍ رئيسية كالطاقة والتجارة.

  • لا يزال المجتمع التركي شديد الحساسية تجاه وجود اللاجئين، ولا سيما السوريين البالغ عددهم 2.7 مليون لاجئ، والذين يعود الكثير منهم الآن إلى سوريا بعد سقوط حكومة بشار الأسد. ويؤكد الخبراء والمسؤولون عدم وجود موجة لاجئين جديدة حاليًا.

مع ذلك، أفادت عدة مصادر مطلعة على القضية لموقع “ميدل إيست آي” أن الحكومة التركية أجرت دراسات معمقة في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول حول سيناريوهات الهجرة المحتملة.

وقدّرت هذه المصادر أن حربًا شاملة بين إسرائيل وإيران قد تدفع ما يصل إلى مليون لاجئ إيراني نحو الحدود التركية.

*مواد ذات صلة:

“خامنئي”: لا ضرر إن تعاملت طهران مع أعدائها!

لتركيا خبرة في هذا المجال. ففي عام 2012، حاول وزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو السيطرة على تدفق اللاجئين السوريين بتحديد عددهم عند 100 ألف لاجئ، والتهديد بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا. إلا أن عدد اللاجئين تجاوز ثلاثة ملايين بسرعة في السنوات التالية، مما لقن أنقرة درسًا قاسيًا.

  • والآن، تشير مصادر إلى أنه من غير المرجح أن تقبل أنقرة أي لاجئين باستثناء المحتاجين إلى مساعدة طارئة.

قال سرحان أفجان، رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة، لموقع “ميدل إيست آي”: “في حال وقوع أسوأ السيناريوهات ووقوع هجرة جماعية من إيران إلى تركيا، سواءً كانت دائمة أو عابرة، ستفي أنقرة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني، لكنها لن تطبق سياسة الباب المفتوح”.

وأكد مسؤول تركي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن أنقرة لن تطبق سياسة “الباب المفتوح” تجاه أي دولة مجاورة في حال تدفقت موجة لاجئين. ويُسمح حاليًا للإيرانيين بدخول تركيا بدون تأشيرة.

«تدفق النخبة؟»

يشعر العديد من المواطنين الأتراك بالقلق بشكل خاص من احتمال وصول 4.5 مليون أفغاني يعيشون حاليًا في إيران. ومع ذلك، أشار أفجان إلى أن ملايين الأذربيجانيين الناطقين بالتركية يعيشون أيضًا في إيران. وقال إن تجمعهم على الحدود قد يُغير مجرى النقاش في تركيا ويُثير المشاعر القومية.

وأضاف أفجان: “لكن في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على أن الأتراك في إيران يخططون للهجرة”.

وفي الأسبوع الماضي، صرحت مصادر من وزارة الدفاع التركية للصحفيين بأنه لا يوجد حاليًا أي مؤشر على تدفق اللاجئين إلى تركيا.

أفاد مصدرٌ بأنّ إجراءاتٍ أمنيةً إضافيةً قد طُبّقت على طول جميع الحدود، بما في ذلك الحدود مع إيران، وأنّ الهجرة غير المنضبطة أصبحت من الماضي. ويُقال إنّ القوات المسلحة التركية مستعدةٌ لجميع السيناريوهات المحتملة التي قد تطرأ على التطورات الإقليمية.

وهذا يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت تركيا ستسمح للنخب الإيرانية، بمن فيهم المسؤولون الحكوميون، بالدخول في حال انهيار حكومتهم.

وقد اشترى العديد من الإيرانيين منازل أو حصلوا على الجنسية التركية من خلال الاستثمار في السنوات الأخيرة.

جندي تركي يقف في حالة تأهب على طول الحدود الإيرانية التركية بالقرب من قرية كلديران، شرق تركيا (الصورة رويترز)

وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الصادرة هذا العام، يحمل 76 ألف إيراني تصاريح إقامة في تركيا. ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي الصادرة عام 2024، اشترى ما لا يقل عن 35 ألفًا منهم منازل منذ عام 2019.

ومن غير الواضح ما إذا كانت جميع هذه المشتريات تهدف إلى الحصول على الجنسية التركية، إلا أن خبيرًا في استشارات التجنس صرّح لموقع “ميدل إيست آي” بأن الإيرانيين من بين أكثر الجنسيات سعيًا للحصول على الجنسية التركية. وبين عامي 2012 و2024، بيع ما مجموعه 384 ألف منزل للأجانب.

  • وأفاد “أفجان” بأن العديد من المسؤولين والضباط العسكريين الإيرانيين يمتلكون بالفعل عقارات في تركيا.

على سبيل المثال، خلال الانتخابات الطارئة التي أعقبت مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية العام الماضي، ثار جدل كبير حول مزاعم امتلاك رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف وعائلته عدة شقق فاخرة في أحد أحياء إسطنبول الراقية.

وأضاف أفجان أنه، كما حدث في أعقاب “الثورة الإسلامية” عام 1979، وإن كان على نطاق أصغر بكثير، من المرجح أن يتوجه عدد كبير من المسؤولين الحكوميين الإيرانيين إلى تركيا في حال سقوط الحكومة.

وقال: “لا أعتقد أن تركيا ستغلق أبوابها أمام هؤلاء الأفراد في مثل هذا السيناريو”.

العقوبات


 

 

 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy