فرات بوست: أخبار | تقارير
کشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن تصاعد ملحوظ في نشاط تنظيم الدولة على الساحة السورية، حيث أظهر التنظيم قدرة متجددة على استقطاب المقاتلين وتكثيف عملياته الهجومية.
ووفقاً لتقارير مسؤولين أمميين وأمريكيين. فإن هذا التطور يضيف عنصراً جديداً من عدم الاستقرار إلى المشهد السوري المتقلب بالفعل.
وعلى الرغم من هذا النشاط المتزايد، أوضحت الصحيفة أن التنظيم لا يزال يفتقر بشكل كبير إلى القدرات العسكرية والتنظيمية التي كان يتمتع بها قبل عشر سنوات، حين كان يبسط سيطرته على مناطق واسعة من شرق سوريا وشمال العراق.
غير أن الخبراء يحذرون من خطر محتمل يتمثل في إمكانية نجاح التنظيم في تحرير آلاف من عناصره المتشددين المحتجزين حالياً في منشآت تخضع لحراسة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي عودة قوية للتنظيم من شأنها تقويض فرصة نادرة تلوح في الأفق لتجاوز سوريا حقبة الحكم الاستبدادي. وتعقد الولايات المتحدة آمالاً على إمكانية أن تصبح الحكومة السورية الجديدة شريكاً فاعلاً في مواجهة التهديد المتنامي للتنظيم.
وقد أظهرت المؤشرات الأولية بوادر إيجابية في هذا الصدد، حيث نجحت السلطات السورية، بناءً على معلومات استخباراتية أمريكية، في إحباط ثماني عمليات كان يخطط لها تنظيم الدولة في العاصمة دمشق.
إلا أن أحداث العنف “الطائفي” التي شهدتها البلاد الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين كشفت عن محدودية سيطرة الحكومة على بعض القوات التي تندرج اسمياً تحت قيادتها، وفق ما أوردته الصحيفة.
وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 9000 و 10000 مقاتل من تنظيم الدولة، إضافة إلى نحو 40 ألف من أفراد عائلاتهم، قيد الاحتجاز في شمال شرق سوريا.
وفي إطار جهودها لمواجهة هذا التهديد، أعلنت الولايات المتحدة في أواخر العام الماضي عن مضاعفة عدد قواتها في سوريا تقريباً ليصل إلى 2000 جندي.
ويبدو أن الضربات العسكرية المتعددة التي نفذتها القوات الأمريكية ضد معاقل التنظيم في البادية السورية خلال الأشهر القليلة الماضية قد نجحت في الحد من التهديد المباشر الذي يشكله، وإن كانت المخاوف من عودته لا تزال قائمة في ظل الظروف الإقليمية المضطربة، وفقاً للصحيفة.
