فرات بوست: أخبار ومتابعات
تشهد بوابة تل أبيض الحدودية مع تركيا فساداً مستشرياً، والتي تعد المعبر الوحيد لإدخال المواد إلى المنطقة؛ هذا الفساد، يُسهم في تعزيز احتكار التجارة من قبل فئة معينة من التجار.
مصادر خاصة لـ “فرات بوست” أكدت أن هناك تجاراً مدعومين من فصائل “الجيش الوطني” يقدمون رشىً كبيرة للموظفين، بهدف منع دخول المواد إلى المنطقة إلا عبرهم، مما يساهم في التحكم بالأسعار، خاصة أسعار الخضار ومواد البناء.
وفقاً للمصادر، توجّه العديد من التجار إلى المجلس المحلي لتقديم شكاوى ضد الموظفين، لكن تلك الشكاوى لم تلقَ اهتماماً، أو أي ردود فعلية.. بل، قامت بعض الجهات في المجلس بزج أحد التجار في السجن، بسبب كشف بعض الحقائق المتعلقة بالموظفين.
إن مدينتي تل أبيض ورأس العين، تعتمدان بشكل رئيسي على البوابة الحدودية لتلبية احتياجات السكان، وخاصةً في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالمدن السورية؛ والوضع الحالي، المتمثل في الفساد واستغلال النفوذ، يؤثر سلباً على حياة السكان اليومية.
وفي سياق مشابه، تعاني المخيمات في الرقة من الفساد المستشري بين أوساط المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية منها والتي تعمل في محافظة الرقة وتقدم الخدمات لقاطني المخيمات تحت إشراف “قسد”. منها؛ مخيم المحمودلي الواقع قرب بلدة السويدية غربي مدينة الرقة، والذي يضم عائلات من ريف حمص وحماة وريف دير الزور. وقد شهد المخيم سابقاً وجود عائلات أجنبية مرتبطة بتنظيم الدولة، تم نقلها إلى مخيم الهول بعد يومين من وصولها، فيما لا تزال بعض عائلات “تنظيم الدولة” تتواجد في المخيم، ممن كان عملهم في مجال الخدمات وليس لهم أي دور قتالي مع التنظيم.
*مواد شبيهة:
“قسد” تنفذ كميناً يودي بحياة مدنيين في ريف “تل أبيض”
مخيم طويحينة، الذي يقع في ريف مدينة الطبقة غرب الرقة، يعد مخيمًا غير منظم وصغير الحجم. إدارته تتبع لمخيم المحمودلي، ويستقبل نفس المواد التي تصل لبقية المخيمات. كان المخيم في السابق أكثر تنظيمًا، لكنه فقد الكثير من قاطنيه. مخيم تل السمن، الذي يقع في ريف الرقة الشمالي، يضم عائلات نازحة من تل أبيض وريفها، وقد أُنشئ في عام 2019.
مصادر خاصة لفرات بوست أكدت أن أصابع الاتهام تتوجه بشكل مباشر إلى إدارة هذه المخيمات في التغطية والمساهمة بحالات الفساد، حيث يتولى المدعو طي البصير إدارة مخيمات الرقة بالتعاون مع علي الجويم وعبد الكريم الزعيتر.
ينحدر طي البصير من ريف مدينة القامشلي، وقد انتسب سابقًا لتنظيم الدولة في مجالات الخدمة والحسبة قبل أن يهرب ويقوم بعمل “تسوية” مع قسد بعد دفع مبالغ مالية. أما علي الجويم، الذي ينحدر من بلدة مسكنة بريف حلب، فقد انخرط في التنظيم بين عامي 2014 و2016 قبل أن يهرب ويقوم بتسوية مماثلة.
اقرأ أيضاً..
فصائل “الجيش الوطني” تفرض رسوم باهظة على المدنيين للعبور إلى مناطق قسد
وتشير الشهادات إلى أن الجويم كان يمارس الابتزاز ضد النساء لتوظيفهن مقابل أخذ جزء من رواتبهن. كما كان له علاقات قوية مع شركات توريد المواد، حيث كان يتلاعب بالعقود ويقدم فواتير مزورة.