بعد الهدوء النسبي.. لماذا قررت فصائل المعارضة شنّ هجومها النوعي على حلب؟

by Ahmad b..d

*فرات بوست: تقارير ومتابعات

 

حلب

 شنت قوات المعارضة المعارضة المسلحة أكبر هجوم لها منذ سنوات هذا الأسبوع وسيطرت على حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا وفقاً لمصادر محلية.

وقالت مصادر لفرات بوست إن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية لم تبد مقاومة تذكر واعترف جيش النظام بأن مقاتلي المعارضة دخلوا “أجزاء كبيرة” من المدينة.

لماذا قرر الثوار السوريون وحلفاؤهم من الفصائل المدعومة من تركيا الهجوم بعد سنوات من الهدوء النسبي، وما هو على المحك؟

لماذا الآن؟

هاجمت “هيئة تحرير الشام“، وهي تحالف فصائل جهادية، وفصائل متحالفة معها، يوم الأربعاء، 27 تشرين الثاني/نوفمبر، المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد والإيرانيون في محافظة حلب الشمالية ومنطقة إدلب الشمالية الغربية.

وفي حصيلة أولية منذ الهجوم، سقط ما لا يقل عن 311 شخصاً، معظمهم من المقاتلين من الجانبين، لكن من بينهم أيضا 28 مدنياً على الأقل.

  • وقالت دارين خليفة الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية البحثية إن مقاتلي المعارضة استعدوا لأشهر لهذا الهجوم.

وقالت خليفة “لقد صاغوا الأمر على أنه خطوة دفاعية ضد تصعيد النظام”، مع تكثيف الضربات من قبل نظام  الأسد والقوات الروسية على المنطقة التي سبقت الهجوم. وأضافت أن هيئة تحرير الشام وحلفاءها “ينظرون أيضاً إلى التحول الإقليمي والجيوستراتيجي الأوسع”.

حلب

مقاتلون مناهضون لنظام الأسد يحرقونعلم النظام في حلب، بعد دخولهم وحلفاؤهم المدينة الشمالية السورية، في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. (الصورة: وكالة الصحافة الفرنسية / محمد الرفاعي)

وشنت فصائل المعارضة، التي تعمل  في غرفة عمليات مشتركة، هجومهم في نفس اليوم الذي دخلت فيه هدنة بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في لبنان المجاور.

حلب

وخلال أكثر من 13 شهراً من الأعمال العدائية، كثفت إسرائيل أيضاً هجماتها على الجماعات المدعومة من إيران في سوريا بما في ذلك حزب الله، الذي قاتل لسنوات إلى جانب نظام الأسد في الصراع بالبلاد.

*مواد ذات صلة: 

فصائل المعارضة تطلق عملية “ردع العدوان” وتسيطر على مواقع لقوات الأسد غربي حلب!

حلب

إلى جانب إيران، تعد روسيا أيضاً حليفاً وثيقاً لرأس النظام بشار الأسد، حيث تدخلت موسكو في الحرب السورية في عام 2015، مما أدى إلى تحويل زخم الصراع لصالح النظام.

وقالت الباحثة خليفة: “إنهم يعتقدون أن هذا هو الوقت الذي يضعف فيه الإيرانيون، وعندما يكون النظام محاصراً، وعندما تتشجع تركيا على روسيا”.  ومن جانبها، وضعت تركيا نفسها كوسيط محتمل في حرب أوكرانيا وهي مركز تجاري ومالي رئيسي لموسكو الخاضعة لعقوبات غربية.

مقاتل معارض لنظام الأسد يرفع علم الثورة السورية أمام قلعة حلب التاريخية ، بعد دخول قوات المعارضة وحلفائهم المدينة السورية الشمالية، في 30 نوفمبر 2024. (الصورة: أ ف ب / محمد الرفاعي)


من هم اللاعبون الرئيسيون المؤثرون في الصراع؟

حتى الآن، امتنعت القوى الرئيسية التي تدعم كل جانب من جوانب الصراع عن الإدلاء بتصريحات تصعيدية. وقال الكرملين يوم الجمعة إنه يأمل أن “تستعيد الحكومة السورية السيطرة” بسرعة في حلب، في حين ألقت طهران باللوم في الهجوم على مؤامرة أميركية إسرائيلية لزعزعة استقرار المنطقة.

                  مشاهد من داخل أحياء مدينة حلب بعد سيطرة فصائل المعـارضة عليها وطـرد قـ.ـوات النظـام السوري منها.

وطالبت تركيا بإنهاء “الهجمات” على محافظة إدلب في سوريا، حيث شنت طائرات حربية سورية وروسية غارات جوية.

وقالت دارين خليفة لوكالة فرانس برس “في الأيام القليلة المقبلة، إذا تمكن المعارضون من الحفاظ على مكاسبهم، فسيكون ذلك اختباراً لما إذا كانت تركيا ستذهب بكل قوتها أم لا”.

ويأتي الهجوم الجماعي في الوقت الذي تعثر فيه التقارب المحتمل بين دمشق وأنقرة في السنوات الأخيرة على الرغم من أن موسكو وطهران ضغطتا من أجل تحقيق الانفراج.

وتسيطر القوات التركية وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا على مساحات شاسعة من شمال سوريا. حيث سعت أنقرة في البداية إلى الإطاحة بالأسد بعد اندلاع الصراع السوري في عام 2011، ولكن مع استعادة قوات النظام للأراضي بدعم إيران وميليشياتها، ولاحقاً الدعم العسكري الضخم من قبل موسكو (الطيران الروسي)، عكس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساره.

وقالت كارولين روز، من معهد نيو لاينز ومقره واشنطن، في منشور على شبكة “إكس”، إن هجوم حلب يبدو أنه “وسيلة لإجبار النظام على التفاوض بموقف ضعيف”.

ماذا عن نظام الأسد؟

يعاني نظام الأسد من أكبر خسارة للأراضي منذ سنوات هذا الأسبوع. وقالت خليفة إن “خطوط النظام انهارت بوتيرة لا تصدق فاجأت الجميع”.

كما قطعت الفصائل المعارضة الطريق السريع M5 بين دمشق وحلب بالإضافة إلى السيطرة على مفترق M5-M4 الاستراتيجي الذي يربط أيضاً ثاني أكبر مدينة في سوريا باللاذقية معقل النظام على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

شاهد الجميع على الإعلام مقاتلي المعارضة كيف تقدموا إلى حلب “دون أي رد فعل كبير من قوات النظام”. ويرى محللون أنه “من الغريب مشاهدة قوات النظام تتعرض لمثل هذه الضربات الكبيرة على الرغم من الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية”.

تحديث: خريطة توضح المناطق التي سـيطرت عليها فصائل المعـارضة السورية في إطار اليوم الثالث من عمـ.ـلية “ردع العـدوان” التي أطلـقتها ضد قـوات نظـام الأسد و الميليشـيات الإيـرانية


واعتمد نظام الأسد إلى حد كبير على القوة الجوية الروسية ومقاتلي “حزب الله” على الأرض لاستعادة مساحات شاسعة من سوريا خسرتها أمام مقاتلي المعارضة في وقت مبكر من الحرب.

  • لكن حزب الله المدعوم من إيران تكبد خسائر فادحة في “حربه مع إسرائيل”.

وفي الوقت نفسه، قال آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية ومقره الولايات المتحدة، إن “الوجود الروسي تراجع بشكل كبير، وأصبحت الضربات الجوية السريعة ذات فائدة محدودة”.

وقال إن التقدم السريع للمعارضة هو “تذكير بمدى ضعف النظام وربما كيف أصبحوا راضين عن أنفسهم في العامين الماضيين” مع انتهاء المعارك.

حلب


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy