بعد الإطاحة بـ “الأسد”.. أبناء دير الزور بين رغبة العودة ومعوقاتها!

by Anas abdullah

فرات بوست: أخبار | تقارير

بعد مرور قرابة الشهرين على سقوط نظام الأسد وهروب المليشيات الإيرانية والروسية من الأراضي السورية، وسيطرة الحكومة الجديدة على زمام الأمور، لم تشهد محافظة دير الزور العودة الكبيرة التي كان يتوقعها أبناؤها. فبالرغم من الشوق الذي يعتري قلوب الكثيرين للعودة إلى مدينتهم، إلا أن معوقات كبيرة تقف حاجزاً أمام تحقيق هذه الرغبة، سواء لأولئك الموجودين داخل الأراضي السورية أو للمهجرين في دول الجوار وأوروبا.

أبرز المعوقات التي تواجه أبناء دير الزور هي الدمار الهائل الذي طال البنى التحتية والسكن، حيث وصلت نسبة الدمار في المدينة إلى 90% وفقاً لتقارير إعلامية ومنظمات زارت المحافظة مؤخراً.

هذا الدمار أدى إلى غياب المساكن المؤهلة، سواء للمالكين الأصليين أو حتى عبر الإيجارات، مما يجعل العودة عملية شبه مستحيلة بالنسبة للكثيرين.

ولا تقتصر المعوقات على الدمار المادي فحسب، بل تمتد إلى غياب الخدمات الأساسية الضرورية للعيش. مثل الكهرباء تغيب بشكل شبه كامل، والمياه شحيحة، وشبكات الإنترنت ضعيفة.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني المحافظة من نقص حاد في الخدمات الصحية، حيث لا توجد مستشفيات حكومية تعمل بشكل كامل، وتقتصر الخدمات على مراكز صحية محدودة الإمكانيات.

الوضع الأمني: قلق دائم من اشتباكات محتملة:

الوضع الأمني في دير الزور يظل مصدر قلق كبير، خاصة أن المحافظة لم تتحرر بشكل كامل. حيث أن الضفة الشرقية لا تزال تحت سيطرة “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، مما يعني أن المحافظة مقسمة إلى قسمين يفصل بينهما نهر وجسور مدمرة. حيث أن التحرك بين الضفتين يتم عبر العبارات النهرية فقط، مما يزيد من مخاوف السكان من أي اشتباكات محتملة بين قسد والحكومة الجديدة.

انتشار المظاهر المسلحة والجرائم: بيئة غير آمنة وغلاء الأسعار:

يزيد من تعقيد الوضع انتشار المظاهر المسلحة، وتعاطي الحبوب المخدرة والحشيش، فضلاً عن حالات السرقة والقتل التي أصبحت تؤرق الراغبين في العودة. هذه البيئة غير الآمنة تجعل الكثيرين يفكرون مرتين قبل العودة إلى مدينتهم.

على الرغم من انخفاض سعر الدولار، إلا أن الأسعار ما تزال مرتفعة مقارنة بدخل الأفراد. كما أن غياب فرص العمل وانتشار البطالة، بالإضافة إلى تأخر صرف الرواتب للموظفين، أدى إلى انعدام السيولة المالية المشجعة للعودة.

يضاف إلى ذلك التزام الكثير من العائلات بأعمالهم في المناطق التي يقيمون فيها، وارتباط أبنائهم بالدراسة في المدارس والجامعات، مما يجعل العودة عملية معقدة وتتطلب وقتاً طويلاً للتخطيط.
بين البقاء والعودة: اشتياق القلب وألم الواقع:

بعد أن كانت العودة إلى دير الزور حلماً مستحيلاً في ظل نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والروسية، أصبحت اليوم شبه مستحيلة بسبب الدمار الشامل وغياب الخدمات. حيث أن المنازل التي سلمت من القصف لم تسلم من النهب والسرقة، مما يدفع العائدين إلى استئجار منازل بأسعار باهظة إذا ما وجدوا الإمكانيات لتجهيزها.

هذا الواقع المرير يضع أبناء دير الزور أمام خيارين صعبين: البقاء خارج الوطن مع اشتياق القلب للعودة، أو العودة والعيش تحت وطأة الأمر الواقع. فهل ستتحقق العودة الكبيرة التي يحلمون بها، أم ستظل دير الزور مدينة تئن تحت وطأة الدمار والانتظار؟

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy