بعد “اختفائه”.. بشار الأسد في البرلمان “يتفلسف” ويقدم مطالبه إلى تركيا

by editor2

*فرات بوست: أخبار ومتابعات

 


ظهر أخيراً بشار الأسد بعد “اختفائه” لفترة طويلة عن الإعلام، وذلك تزامناً مع الأحداث الأخيرة المتصاعدة بين إيران وحزب الله من جانب، و”إسرائيل” من جانب آخر؛ ومرد ذلك، جاء عقب عملية اغتيال القيادي الكبير في الحزب “فؤاد شكر” في الضاحية الجنوبية بلبنان، و“إسماعيل هنية” قائد حركة حماس في وسط العاصمة طهران بعبوة ناسفة كانت مزروعة في غرفته.

تركيا

حيث انتشرت إشاعات تفيد بأن الأسد كان محتجزاً تحت الإقامة الجبرية في “موسكو“؛ ووفقاً لمحللين سياسيين أن التوتر بين روسيا وإيران (على النفوذ في سوريا)، أجبر الأسد على عدم الظهور إعلامياً، وعدم التعليق على مقتل هنية وشكر، أو الضربات الأخيرة التي تحصل في لبنان.

وكان بشار الأسد قد خرج في الأمس بعد غياب طويل، داخل البرلمان السوري، كعادته، ليقدم نظريات فلسفية، ويتضاحك مع أعضاء المجلس الذي ألهبوا القاعة تصفيقاً وشعاراتٍ وطنية. وقد عرّج الأسد في خطابه إلى تركيا، ليبدي تقييماً سلبياً للجهود الرامية إلى استعادة العلاقات مع أنقرة، قائلاً إن العملية لم تسفر عن أي تقدم حقيقي على الرغم من وساطة القوى الإقليمية، في الوقت الذي تخرج فيه دمشق من سنوات من العزلة الدبلوماسية الناجمة عن الحرب.

تركيا

  • وقال الأسد لأعضاء البرلمان في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة بالعاصمة إن العمل الذي قام به شركاء الوساطة بما في ذلك روسيا وإيران والعراق ” لم يحقق أي نتائج تستحق الذكر على أرض الواقع”.

وتأتي تصريحاته على الرغم من مؤشرات تحسن العلاقات في الأشهر الأخيرة مع إعادة فتح معبر حدودي ومبادرات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الأسد “مع كل يوم يمر دون تقدم تتراكم الأضرار ليس فقط على الجانب السوري بل أيضاً على الجانب التركي بحيث لم يعد من الممكن إخفاءها أو إنكارها”.

*مواد ذات صلة:

“نظام الملالي” في إيران يرحب بخطوات المصالحة التركية السورية

أرسلت أنقرة قوات إلى شمال سوريا، حيث تدعم قوات المعارضة المسلحة والجماعات السياسية، ونفذت عدداً من التوغلات ضد الميليشيات الكردية في المنطقة التي تعتبرها تهديداً للأمن القومي. ينظر نظام الأسد إلى قوات المعارضة المدعومة من أنقرة على أنها إرهابية واعترضت بشدة على الوجود العسكري التركي داخل حدودها.

وانتقد الأسد، الأحد، بشكل غير مباشر سياسات أنقرة تجاه سوريا، دون أن يذكر أردوغان، قائلاً إن هناك حاجة إلى “خطوة إلى الوراء” عن الاستراتيجيات التي أدت إلى الوضع الحالي، في إشارة إلى الوجود المسلح التركي في سوريا ودعمها لقوى المعارضة.

وأضاف أن “هذه ليست شروطاً بل هي طلبات من أجل نجاح العملية، والحل الرئيسي هو الصراحة وليس النفاق الذي يتظاهر بالصراحة، والحل أيضاً هو تحديد مصدر الخطأ وليس إنكاره”.

وكانت التطورات الأخيرة قد أشارت إلى تحسن العلاقات، حيث أعيد فتح معبر أبو الزندين الحدودي بين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا والأراضي الخاضعة لسلطة دمشق هذا الشهر، ما يشير إلى زيادةالتبادل التجاري” بين الجانبين.

ولكن لبدء أي عملية تطبيع، قال الأسد إن تركيا وسوريا بحاجة إلى تحديد شروط مرجعية للعملية على أساس القضايا التي يعتبرها الجانبان ضرورية. وقال إن الافتقار إلى مثل هذه النقاط الرئيسية كان من بين الأسباب الرئيسية لفشل المحادثات السابقة.

وأضاف أن هذه المبادئ المرجعية يمكن أن تشكل بياناً مشتركاً، والذي سيصبح فيما بعد “وثيقة أولية”، والتي من شأنها أن “توجه الخطوات التي يمكن اتخاذها لاحقاً من أجل تطوير العلاقة، أو الانسحاب [القوات التركية]، أو مكافحة الإرهاب”.

تركيا

“بشار الأسد في البرلمان السوري يعد غياب طال فترة عن الإعلام، بالتزامن مع الأحداث الأخيرة بين إسرائيل وإيران وحزب الله”. (الصورة وكالات) 

ولم يستجب المسؤولون الأتراك على الفور لخطاب الأسد. وفي ورقة بحثية حديثة لمركز أبحاث المجلس الأطلسي، قال المحللان “سنان حتاحت” و”عمر أوزكيزيلجيك إن روسيا كانت تحاول التأثير على الرأي العام التركي لتصوير التطبيع مع الأسد باعتباره أفضل طريق لسلامتهم وأمنهم.

وقالا: “إن المصالحة مع تركيا، الخصم الإقليمي الرئيسي الأخير، تشكل أهمية بالغة لاستكمال رواية سوريا عن النصر [في الحرب]”. “المشاعر السائدة في دمشق هي أن إصلاح العلاقات مع أنقرة من شأنه أن يوجه ضربة قوية للمعارضة”.

لقد بدأت جهود التطبيع بين تركيا وسوريا منذ عدة سنوات، بدعم من روسيا وإيران، ومؤخراً من العراق، ولكنها بدأت تكتسب زخماً هذا العام. ففي يوليو/تموز، قال أردوغان إنه سيدعو الأسد لزيارة تركيا لمناقشة تجديد العلاقات الدبلوماسية، وهي أجرأ إشارة حتى الآن إلى استعداده للتحدث مع بشار الأسد بشأن هذه المسألة.

وقال أردوغان “لقد وصلنا الآن إلى نقطة مفادها أنه إذا اتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا ، فسوف نظهر هذا النهج تجاهه”، وأضاف “سوف نوجه له الدعوة”.

ولكن لم يتم الإعلان عن أي دعوة علناً حتى الآن، ويعتقد المراقبون الأتراك في السر أن عملية التطبيع ستكون طويلة وبطيئة.

ويبدو أن هناك عدداً من الأسباب وراء مبادرات أردوغان تجاه نظيره السوري. فقد تعرض الرئيس التركي لضغوط محلية متزايدة لإعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى ديارهم. كما تبحث أنقرة عن شركاء في العمليات ضد المسلحين الأكراد في سوريا، الذين تدعمهم الولايات المتحدة، لكن دمشق تعتبرهم انفصاليين.

وتأتي الجهود الدبلوماسية المتجددة أيضاً في ظل عودة العلاقات بين الدول العربية ودمشق بعد فترة طويلة من القطيعة. ففي العام الماضي، رحبت الدول العربية رسمياً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث كانت دول الشرق الأوسط تأمل أن تجد في الأسد “شريكاً في مكافحة تجارة المخدرات” المزدهرة في مختلف أنحاء المنطقة؛ ولم ترَ دول الخليج أن من أعادت عضويته إلى الجامعة -أي الأسد- هو إمبراطور المخدرات في القرن الحالي.

تركيا


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy