*فرات بوست: تقارير ومتابعات
انتقد نائب إيراني دور طهران الضئيل والثانوي في إعادة إعمار سوريا، حتى الآن، وسط التنافس بين مختلف الدول والشركات على فرص إعادة الإعمار في الأراضي السورية التي يسيطر عليها النظام.
ووفقاً لوكالات أنباء غربية ومصادر إعلامية، انتقد النائب الإيراني “حسين علي حاجي ديليجاني” يوم الجمعة من الأسبوع الماضي حصة طهران “القليلة” في إعادة بناء سوريا التي مزقتها الحرب “على الرغم من الدعم المقدم للحكومة السورية والشعب السوري خلال الحرب”.
مشدداً على أننا “لم نفعل حتى الآن ما يكفي للعب دور مركزي في إعادة إعمار سوريا”، زعم حاجي ديليجاني أن “الدول التي كانت السبب الرئيسي للحرب السورية، لديها الآن زمام المبادرة في إعادة بناء البلاد”. ولم يحدد الدول التي كان يشير إليها، لكنه قال إن “الدول الغربية ووكلاءها الإقليميين الذين دعموا تنظيم الدولة يحصدون اليوم نصيب الأسد من إعادة إعمار سوريا”.
لم تستثمر الدول والشركات الغربية بعد بشكل مباشر في جهود إعادة الإعمار الجارية في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، على الأقل وفقاً للمعرفة العامة والسجلات.
ويقوم الحلفاء الغربيون في المنطقة في الآونة الأخيرة ببعض الاستثمارات في البلد الذي مزقته الحرب، مثل إطلاق الإمارات العربية المتحدة لمشاريع الإسكان في اللاذقية واستثمارات المملكة العربية السعودية في قطاعات الفوسفات والأسمدة والأسمنت في سوريا.
- نفذت تركيا أبرز جهود إعادة الإعمار في البلاد مثل بناء آلاف المنازل والمستوطنات لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، لكن تلك المشاريع تقع في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة الجماعات المعارضة السورية والجيش التركي.
لم تظهر حتى الآن أي علامات على وجود مشاريع إعادة إعمار واسعة النطاق في غالبية سوريا، يسيطر عليها نظام الأسد والجماعات والقوات المتحالفة معه، على الرغم من سنوات من المحادثات حول إعادة بناء البلاد وسط استعادة النظام لمعظم الأراضي بمساعدة إيران وروسيا. غير أن القوى المتنافسة التي تتنافس على الحصول على عقود كبرى شملت روسيا والصين وإيران.
وجاءت تصريحات النائب الإيراني بعد أسبوع من قيام وزير الخارجية الإيراني، “حسين أمير عبد اللهيان“، بزيارة إلى دمشق، حث خلالها السلطات السورية على تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الهامة بين إيران وسوريا التي تم توقيعها عندما زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي البلاد في أيار/ مايو.
وتشمل هذه الاتفاقيات تعاوناً استراتيجياً طويل الأجل في مجالات مثل السكك الحديدية والطيران المدني والنفط والتجارة الحرة، حيث اتفق المسؤولون السوريون والإيرانيون على ثماني لجان متخصصة في الاستثمار والتجارة والصناعة والنفط والزراعة.
وبصرف النظر عن نقص فرص إعادة الإعمار في سوريا، تشعر طهران أيضاً بقلق كبير بشأن مصير وسداد ما يقرب من 50 مليار دولار أرسلتها إلى دمشق طوال الصراع المستمر منذ 12 عاماً.