*فرات بوست: تقارير ومتابعات
قالت ثلاثة مصادر إن سوريا تخطط لطباعة عملة جديدة في الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، مما يعكس التحسن السريع في العلاقات مع دول الخليج العربية والدول الغربية، حيث تتيح خطوة تخفيف العقوبات الأمريكية لدمشق فرصاً جديدة.
وفي إشارة أخرى إلى تعميق العلاقات بين الحكومة السورية الجديدة والإمارات العربية المتحدة، وقعت دمشق يوم الخميس صفقة أولية بقيمة 800 مليون دولار مع موانئ دبي العالمية الإماراتية لتطوير ميناء طرطوس، وهي أول صفقة من نوعها منذ الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن رفع العقوبات الأمريكية على سوريا.
⇓
وبدأت السلطات السورية استكشاف إمكانية طباعة العملة في ألمانيا والإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام، واكتسبت الجهود زخماً بعد أن خفف الاتحاد الأوروبي بعض عقوباته على دمشق في شباط.
سوف يتم إزالة تصميم وجه الدكتاتور بشار الأسد من إحدى فئات الليرة السورية ذات اللون الأرجواني التي لا تزال متداولة.
تحاول الحكومة الجديدة في سوريا التحرك بسرعة لإعادة هيكلة اقتصاد دمرته 14 سنة من الحرب. وقد أُضيفت مؤخراً تعقيدات جديدة بسبب نقص الأوراق النقدية.
أحد أبرز داعمي الأسد، وهي روسيا، قامت بطباعة عملة سوريا خلال أكثر من عقد من الحرب بعد أن فرضت أوروبا عقوبات أدت إلى إنهاء عقد مع شركة أوروبية.
حافظت الحكومة الجديدة في دمشق على العلاقات مع موسكو حتى بعد فرار الأسد إلى روسيا في كانون الأول الماضي، حيث تلقوا عدة شحنات نقدية في الأشهر الأخيرة إلى جانب الوقود والقمح بينما تسعى روسيا للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في المنطقة الساحلية السورية.

صورة لليرة السورية داخل محل صرافة في أعزاز، سوريا، 3 فبراير/شباط 2020. الصورة ملتقطة في 3 فبراير/شباط 2020. رويترز/خليل عشاوي/حقوق ترخيص الشراء
وقد تسبب ذلك في عدم الراحة بين الدول الأوروبية التي تسعى إلى الحد من نفوذ روسيا وسط الحرب في أوكرانيا. في شباط، علّق الاتحاد الأوروبي العقوبات على القطاع المالي السوري، مما سمح على وجه التحديد بطباعة العملات.
قال مصدران ماليان سوريان إن السلطات السورية تجري محادثات متقدمة بشأن صفقة طباعة العملة مع شركة “عملات” الإماراتية التي زارها محافظ البنك المركزي ووزير المالية خلال رحلة إلى الإمارات في وقت سابق من هذا الشهر.
لم ترد شركة عملات على طلب للتعليق من قبل وكلات أنباء وصحافيين دوليين ومحليين.
*مواد ذات صلة:
الاقتصاد السوري: الأثر المدمر للحرب والعقوبات
وفي ألمانيا، أبدت شركة “بوندسدروكيري” المدعومة من الدولة وشركة “جيسيك+ديفرينت” الخاصة اهتمامهما، وفقاً لمصدر سوري ومسؤول أوروبي، لكن لم يتضح بعد أيهما ستطبع العملة.
قال المتحدث باسم دار طباعة النقود الألمانية إنه لا توجد محادثات بشأن صفقة لطباعة العملات مع الدولة السورية.
رفضت شركة جيسيك+ديفريانت التعليق على الخبر أيضاً. لم ترد وزارة الخارجية الإماراتية والحكومة الألمانية ومحافظ البنك المركزي السوري عبد القادر حصري على طلبات التعليق.

الذهب ارتفع وسط ترقب بيانات التضخم الأميركية (شترستوك)
تواجه الأوراق النقدية السورية نقصاً حاداً اليوم، على الرغم من أن المسؤولين والمصرفيين يقدمون أسباباً مختلفة حول سبب حدوث ذلك. يقول المسؤولون إن المواطنين العاديين وأيضاً الجهات الفاعلة المستغلة يقومون بتخزين الليرات، بينما يقول المصرفيون إن السلطات السورية هي التي تحافظ على تدفقها ببطء، جزئياً في محاولة لإدارة سعر الصرف.
تقوم البنوك باستمرار برفض إيداعات المودعين والشركات عندما يحاولون الوصول إلى مدخراتهم، مما يزيد الضغط على اقتصاد يعاني بالفعل من ضغط المنافسة الجديدة من الواردات الرخيصة.
كانت الليرة السورية تتداول يوم الجمعة بحوالي 10,000 مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء، مما يعكس تقويتها من حوالي 15,000 قبل الإطاحة بالأسد. وكان الدولار الأمريكي يساوي 50 ليرة سورية فقط في عام 2011، قبل الحرب.