بالمال والمساعدات: السعودية تواصل استخدام “القوة الناعمة” في سوريا

by Ahmad b..d

 

*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

 

السعودية

بعد أن فقد ذراعيه في انفجار ذخيرة، زُوّد المراهق السوري محمد حصرم بأطراف اصطناعية بتمويل من المملكة العربية السعودية، التي تستغل استثمارات ومساعدات ضخمة لكسب نفوذها في دمشق.

منذ الإطاحة بالطاغية بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، أغدقت السعودية على القيادة الجديدة ملايين الدولارات من المساعدات وتعهدات الاستثمار على أمل دفعها أكثر نحو دائرة نفوذها، وفقًا لمحللين لوكالة فرانس برس.

كانت سوريا ساحة صراع بين القوى الخارجية طوال الصراع، حيث دعمت إيران وروسيا الأسد، بينما دعمت تركيا والولايات المتحدة جماعات مسلحة مختلفة.

مع انسحاب حلفاء الأسد وسعي سوريا لإعادة الإعمار، تستغل السعودية ثروتها النفطية لتوسيع نفوذها. حيث صرح السيد عمر كريم، خبير السياسة السعودية في جامعة برمنغهام، بأن أهدافها الرئيسية هي “إبقاء سوريا ضمن المعسكر السعودي” و”الحفاظ على توافق سوريا الجديدة في القضايا المتعلقة بلبنان وحزب الله وإيران”.

السعودية

“تم تسليم أسطول من سيارات الإسعاف التي تبرعت بها المملكة العربية السعودية إلى دمشق في وقت سابق من هذا الشهر كجزء من حملة المملكة لتعزيز النفوذ في سوريا ما بعد الأسد. -الصورة: هيثم التابعي”

وقد أمضت السعودية أشهرًا في التودد إلى القادة الجدد في سوريا، بهدف التقارب مع بلدٍ لطالما هيمنت عليه إيران وروسيا.

في مايو/أيار، أقنع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعهد برفع العقوبات المفروضة على سوريا.

السعودية

كما رتّب لقاءً تاريخيًا مع ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أمضى خمس سنوات رهن الاحتجاز الأمريكي في العراق.

وظّفت المملكة ثروتها النفطية الهائلة لتحقيق أهدافها. في يوليو/تموز، وقّعت السعودية اتفاقيات استثمار وشراكة مع سوريا بقيمة 6.4 مليار دولار أمريكي للمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب.

في أبريل/نيسان، تعهّدت السعودية، إلى جانب قطر، بتسوية 15 مليون دولار أمريكي من الديون السورية للبنك الدولي.

«ملء الفراغ»

تعهدت بإعادة بناء المدارس والمستشفيات والمخابز، وإزالة الأنقاض من المدن السورية، بالإضافة إلى توفير 1.65 مليون برميل من النفط الخام لتوليد الكهرباء.

تأتي هذه الدفعة السعودية في وقت تتنافس فيه قطر وتركيا، الداعمتان الرئيسيتان للحكومة السورية الجديدة، على النفوذ.

وقال السيد كريم إن الرياض تريد ضمان “ألا يتغلب نفوذ دول الخليج الأخرى على نفوذ السعودية، وأخيرًا، تحقيق التوازن في مواجهة النفوذ التركي”.

*مواد ذات صلة:

دبلوماسيون عرب وأوروبيون في السعودية لبحث دعم سوريا

السعودية

منذ الإطاحة بالأسد، انتشرت الفرق الطبية السعودية في جميع أنحاء سوريا، حيث أجرت عمليات قلب مفتوح وزراعة قوقعة.

عبّر محمد حصرم، البالغ من العمر 13 سنة، عن سعادته وهو يتحدث عن أطرافه الجديدة. وقال لوكالة فرانس برس: “الآن أستطيع استخدام القلم مجددًا، والرسم واللعب مع زملائي”.

وأشاد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، بجهود المساعدات السعودية، وقال لوكالة فرانس برس إن هذه المشاريع “تعزز مكانة المملكة العربية السعودية لدى السوريين”.

وخلال زيارة قام بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى دمشق في وقت سابق من أيلول الجاري، وصف الرياض بأنها “داعمة على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية”.

وقال المعلم أحمد هود لوكالة فرانس برس خلال حفل تسليم مساعدات: “من الواضح أن الدعم السعودي يساهم في إعادة إعمار سوريا”.

لكن في معقل الحكام الجدد في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، حذر صاحب المتجر حمادي الرفاعي، البالغ من العمر 40 عامًا، من أن “الاستثمارات السعودية جيدة طالما أنها خالية من أي تأثير سياسي أو تدخل في الشؤون الداخلية”.

وترى السيدة رابحة سيف علام، الخبيرة في الشؤون السورية بمركز الأهرام للدراسات السياسية في القاهرة، أن المملكة “تحاول ملء الفراغ الهائل” الذي خلّفه انتهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من نصف قرن.

«بديل للكبتاغون»

يهدف الدعم الاقتصادي والإنساني السعودي إلى إنشاء “خط دفاعي متقدم للخليج لمنع سوريا من الانزلاق مجددًا إلى الفوضى أو الانضمام إلى محاور إقليمية مزعزعة للاستقرار”، وفقًا للسيدة علام.

السعودية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوسط، ينظر إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على اليمين، وهو يصافح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، في الرياض، المملكة العربية السعودية، في 14 مايو/أيار 2025. (بندر الجلعود/القصر الملكي السعودي عبر وكالة أسوشيتد برس)

كما تأمل المملكة في الحدّ من انتشار تجارة الكبتاغون المخدر الشبيه بالأمفيتامين، والذي أصبح أكبر صادرات سوريا خلال الحرب ومصدرًا رئيسيًا لإيرادات الحكومة.

أصبحت المملكة العربية السعودية سوقًا رئيسية للكبتاغون، وعادت العلاقات إلى طبيعتها مع حكومة الأسد عام 2023 بعد أكثر من عقد من القطيعة، على أمل أن تكبح دمشق جماح هذه التجارة.

منذ الإطاحة بالأسد، أعلنت السلطات الجديدة عن ضبط ملايين الحبوب، لكن التهريب لم يتوقف.

  • وقالت السيدة علّام: “يبقى أحد الأهداف القضاء التام على صناعة الكبتاغون من خلال توفير بديل اقتصادي مشروع”.  

السعودية


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy