فرات بوست: أخبار | تقارير
تشهد محافظة دير الزور أزمات إنسانية ومعيشية وأمنية متفاقمة، حيث يواجه السكان غلاءً غير مسبوق في الأسعار في ظل غياب الرواتب والدخل، مما يشكل حالة من اليأس والإحباط لدى سكان المنطقة.
قال مراسل فرات بوست: إن العديد من الموظفين الحكوميين، سواء المتقاعدين أو الذين لا زالوا على رأس عملهم، لم يتلقوا رواتبهم الشهرية منذ سقوط نظام الأسد، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية بسبب قلة فرص العمل وضعف حركة الأسواق.
- في السياق الأمني، تواصل الحملات الأمنية ملاحقة فلول نظام الأسد الذين لم يقوموا بعملية التسوية، بالإضافة إلى مروجي السلاح والمخدرات ومتهمي التشليح والسرقات.
أما البنية التحتية، فلا تزال الكهرباء والمياه والاتصالات والوضع الصحي على حالها، حيث تظل هذه الخدمات ضعيفة أو معدومة. ومع استمرار سقوط الضحايا نتيجة انفجار الألغام والمخلفات الحربية من نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، لقي العشرات من أبناء المدينة حتفهم خلال الشهرين الماضيين بسبب الألغام، ومعظم الضحايا من رعاة الماشية وجامعي فطر الكمأ.
المعابر النهرية: شريان الحياة تحت التهديد
تظل المعابر النهرية بين مناطق سيطرة “قسد” ومناطق الإدارة السورية الجديدة في دير الزور شريان الحياة الوحيد لعبور المواد الغذائية والتجارية.
ورغم عدم التقيد بمناطق محددة للعبور، إلا أن التنقل عبر هذه المعابر محفوف بالمخاطر، حيث شهدت الفترة الأخيرة العديد من حالات غرق السيارات خلال محاولات التنقل بين ضفتي النهر.
تمتد هذه المعابر على ضفاف نهر الفرات، حيث يستغل أصحاب العبارات النهرية المواطنين برفع أجور العبور بشكل غير رسمي. وتتراوح تكاليف العبور بين 10 آلاف و30 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، مما يشكل عبئاً إضافياً على كاهل السكان.
التسويات والانتساب للجيش الجديد
مع استمرار عمليات التسوية منذ سقوط النظام السابق، شهدت مراكز التسوية إقبالاً كبيراً من قبل ضباط وصف ضباط وعناصر الميليشيات الموالية للنظام.
كما يسعى العديد من هؤلاء لتسوية أوضاعهم خوفاً من مستقبل مجهول. ومع فتح باب الانتساب إلى “الجيش السوري الجديد”، وضعت الإدارة السورية الجديدة شروطاً صارمة للمتقدمين.
في حديثه عن الوضع الحالي، أشار الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال مقابلة مع بودكاست السياسي البريطاني “The Rest Is Politics”إلى أن آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد، مؤكداً أن التجنيد اختياري وليس إجباري.