النفط في دير الزور .. مورد اقتصادي لإيران تدعم عبره ميليشياتها ونظام الأسد

by Ahmad b..d

*فرات بوست: تقارير ومتابعات

 

مع سيطرة الحرس الثوري الإيراني على مدينة البوكمال وريفها والشريط الحدودي، في نهاية العام 2017 عمد إلى وضع يده على جميع مكونات ومفاصل الحياة في هذه المنطقة.. وعلى جميع النواحي السياسية، من خلال الشأن العسكري وإقامة المقرات ونشر الحواجز ومستودعات السلاح والنقاط العسكرية في البادية، وقرب نهر الفرات؛ وقام بالسيطرة على منابع الاقتصاد من نفط ووعقارات، وقد فرص إتاوات ومعابر تهريب (أبرزها معبر السكك الإيراني) بين سوريا والعراق من جهة، وبين الشريط الحدودي وباقي مناطق سوريا من جهة أخرى. يضاف غلى ذلك، نشاطات تهريب السلاح والحبوب المخدرة والتبغ والماشية والمواد الغذائية وتهريب البشر أيضاً.

ومن الناحية الاجتماعية، تتمثّل سيطرته في نشاطات المركز الثقافي الإيراني، ومركز الأصدقاء ونشاطاتها في إقامة دورات مهنية وتعليمية ونشر التشيع والتوغل في المجمع  وتقديم بعض الخدمات لإنشاء حاضنة شعبية.

المخدرات

  • ونستعرض في هذا المجال سيطرة الحرس الثوري الإيراني على القطاع النفطي في المدينة وريفها، وكيف أصبح هو المتحكم الأول بالمحروقات الداخلة والخارجة للمدينة، وموضوع الآبار النفطية، وغيرها من هذه الأمور المتعلقة بالمادة الأهم في عصب الحياة وهي المحروقات (مازوت-بنزين-كاز).

«آبار نفطية»

تعتبر بادية منطقة البوكمال غنية بالآبار النفطية المنتشرة في محيط المدينة وريفها، حيث يوجد عشرات من هذه الآبار الغزيرة بالنفط الخام؛ وكانت سابقاً يتم ضخها إلى المحطة الثانية عبر حقل الكم النفطي تحت إدارة نظام الأسد، ولكن بعد ذلك توقفت المحطة وتحولت إلى نقاط عسكرية لـ”تنظيم الدولة- داعش“.. ومنها الآن للحرس الثوري الإيراني حيث يقيم فيها وينشئ نقاط عسكرية رفقة نظام الأسد.

ومع سيطرة الحرس الثوري عمد الأخير إلى وضع يده على هذه الآبار النفطية وترميمها والبدو بضخ النفط منها وتصفيته عبر حراقات كهربائية تحت إشراف الفوج 47 المحلي.

تعتبر مناطق الحسيان والثلاثات وحسرات والصالحية ومحيط حقل الورد النفطي، أبرز النقاط التي توجد فيها آبار نفطية صالحة، وذلك بوصاية من وفد مهندسي نفط إيرانيين وسوريين زاروا المنطقة آنذاك يتقدمهم القيادي الإيراني “حج سلمان.”

وكان الحرس الثوري الإيراني يستخدم المحروقات في بيعها لأهالي المنطقة عبر نفطة تدعى “محروقات الأصدقاء” وتقع ضمن سوق حي طويبة.. إذ تقوم بتوزيع قسم آخر لتدفئة عناصرها في المقرات والحواجز ونقاط البادية، وأخرى للآليات، وغيرها على محطات وقود وضعت يدها عليها في المدينة وريفها…

ومع تعرض الحراقات الكهربائية وعدة آبار لغارات جوية، وتصاعد الغارات الجوية على الآليات ومستودعات الحرس الثوري الإيراني، تحوّل الحرس الثوري إلى طرح هذه الآبار للكفالة من قبل متعهدين يتبعون لها ومقربين وبمقابل مالي.

وتم اعطاء الصلاحية لاستخراج وصيانة الآبار النفطية في البوكمال إلى شركة نفطية إيرانية تدعى “ميلا”، وبقيادة مهندس ينحدر من حمص يدعى “أبو عباس” حيث تملك الشركات معدات لها تحت حراسة من الفوج 47، وهم محليون؛ وكما تم إعطاء تعهد استخراج النفط حالياً لتاجر ينحدر من بلدة حطلة بعد وصاية من قبل مسؤول حزب الله السوري “طارق المعيوف” ويدعى هذا المتعهد أبو جميل البدراني؛ويملك مقراً اقتصادياً يضم مستثمري آبار نفط ببادية البوكمال لصالح الحرس الثوري الإيراني وهم من بلدة حطلة من معتنقي المذهب الشيعي. وقد تم استئجاره من أحد الاشخاص بمبلغ مالي سنوي ولديهم سلاح شخصي فقط وبطاقات أمنية.

النفط

لعب قطاع الطاقة، ولا سيّما النفط والغاز، دورًا مهمًا في العلاقات البينية بين مختلف أطراف النزاع في سوريا، ودفع الأهالي الثمن الكبير ما جعل أغنى محافظة في سوريا ــدير الزور ــ من ناحية  النفط، تقبع تحت خط الفقر. “أرشيف”

يملكون حراقات لتصفية النفط كهربائية وعادية؛ ولديهم ورشة عمل من حطلة ومن عناصر الفوج 47 ويتم التعبئة في صهاريج خاصة ونقلها إلى حمص. يدعى المستثمر “أبو جميل البدراني” وينحدر من بلدة حطلة ويملك علاقة وثيقة بالحج عسكر.يقوم باستخراج النفط ووضعه عبر صهاريج ونقلها للساحل السوري.

تقوم آلية الاتفاق بين المتعهد والحرس الثوري الإيراني على أن يقوم المتعهد بدفع مبلغ مالي يحدده الحج عسكر الإيراني لقاء قيام المتعهد بالتعاون مع شركة ميلا بسحب النفط الخام والمصفى ونقله إلى محطات محافظة حمص وبيعه للنظام السوري.. وبذلك تعتبر الآبار عائد مالي لصالح الميليشيات الإيرانية.

«ماذا يستفيد أهالي المنطقة؟»

يعتبر أهالي منطقة البوكمال الضحية الأكبر من استغلال وسرقة الميليشيات الإيرانية للنفط من هذه الآبار، حيث يتحكم المتعهد بأسعار المحروقات التي يقوم ببيعها على نقاط بيع المحروقات مما يزيد معاناة الأهالي في ارتفاع السعر.

يضطر تجار المحروقات ونقاط بيع المحروقات لشراء المحروقات من تجار ومهربين في ريف المياذين والعشارة، ويقومون بتهريبها من مناطق سيطرة قسد وبالتالي فإن قيام حواجز نظام الأسد وخاصة الفرقة الرابعة برفض إتاوات عالية مقابل السماح بمروها للبوكمال يؤدي لرفع أسعارها على حساب الأهالي.

«محطات الوقود»

تقوم بشراء المحروقات النظامية من محطة سادكوب في دير الزور ويقومون بالبيع عبر البطاقات فقط لأصحاب الآليات والأفران والجميعات الفلاحية. وبمعدل ١٠٠ لتر شهرياً وبسعر قرابة 2500 ل.س للبنزبن و 1500 ل. س للمازوت. أما باقي الفئات يضطرون لشراء المحروقات المكررة وبسعر يصل الى 13000 ل س للبنزين و 10000 ليرة سوري للمازوت.

وخلال هذا الشهر قامت دورية مشتركة لأفرع النظام  باعتقـال المدعو “نبيل العشاري” وشخصين آخرين ومصـ.ـادرة نحو 10 آلاف لتر من مادة البنزين من في حي طويبة بمدينة البوكمال حيث تعود المحروقات المصادرة للتاجر “محمود الهدهد“، وذلك بسبب عدم دفعه إتاوات مالية متعلقة بتهـريب المحـروقات من العراق إلى البوكمال عبر معبر السكك.

«حزب الله العراقي»

تتحكم  ميليشيات حزب الله العراقي والتابعة لإيران بآلية تهريب صهاريج المحروقات من العراق إلى سوريا وأيضاً إلى لبنان وذلك عبر سيطرتها على معبر السكك الحدودي في قرية الهري من خلال تعاونها مع تجار المحروقات وفرضها مبالغ مالية كبيرة للسماح بمرو هذه الصهاريج من العراق إلى سوريا. وقد تعرضت عدة صهاريج إلى غارات جوية من طيران مجهول بسبب قيام حزب الله اللبناني بتهريب عشرات صهاريج المحروقات إلى لبنان عبر معابر البوكمال، وأيضا استخدامها لتهريب السلاح والصواريخ مما جعل الحملة العائدى لتجار المحروقات عرضة للخطر.

واخيراً وليس آخراً، فإن معاناة أهالي البوكمال من سطوة وتحكم الميليشيات الإيرانية بمنطقة البوكمال يجعل الأهالي في حالة غضب شديد مطالبين هذه الميليشيات ولو ضمنياً بالخروج من المنطقة.

المخدرات


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy