*فرات بوست: أخبار | تقارير
عندما تأسس تنظيم الدولة في عام 2013 كان الأجانب أحد عناصر قوته وسطوته العسكرية، لاستطاعتهم الترويج في الدعاية الإعلامية وتجنيد الشبان من حول دول العالم في صفوفه، حتى تصاعدت الضغوط الدولية والعسكرية ضده وسقط معظم مناطق سيطرته عام 2017.
بعد هزيمة التنظيم بدأت تظهر العديد من الخلافات بين المقاتلين الأجانب والمحليين للعلن، بعد أن تمثلت سريا في العديد من الجوانب نستعرضها في هذا التقرير.
أحد أهم الأسباب وراء الخلافات بين الأجانب والمحليين في التنظيم هو وجود تفرقة عرقية وقومية. العديد من المقاتلين الأجانب جاؤوا من دول مختلفة وكانوا ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم الجهاديين الأفضل والأكثر تميزًا ممن انضموا من الداخل. هذا العنصر الثقافي والقومي أدى إلى تصاعد التوترات بين الجماعتين.
واعتبر الأجانب أنفسهم عناصر مهمة تركوا حياتهم ودولهم من أجل “الخلافة”، وكانت تتردد دائما عبارات الأجانب الذين ضحوا لأجل “الإسلام” مما شكل هذا ضغطا كبيرا على العراقيين والسوريين والذين يسمون “المحليين”.
مع هذا التحول، شهدت تركيبته صراعا دائما حول من يتحكم في السلطة والمراكز القيادية. المقاتلون الأجانب غالبًا ما كانوا يسعون للسيطرة على المناصب الحساسة، لتحقيق تأثير أكبر، مما أثر سلبًا على علاقتهم مع المقاتلين المحليين والذين أصبحوا خاضعين أمنيا وعسكريا لتعليماتهم.
كما قدم المقاتلون الأجانب والمحليون تفسيرات متفاوتة عن الإسلام والجهاد، مما أدى إلى تصاعد الخلافات الدينية وامتزاج المشكلة بتباين ثقافي بين الطرفين. حيث قدم الأجانب تصورات دينية أجبروا فيها اتباعهم المحليين على الامتثال لها.
تداعيات الخلافات:
الخلافات بين الأجانب والمحليين ساهمت في تقسيم التنظيم الداخلي وإنشاء فصائل وجماعات فرعية متنافسة. هذا التفكك داخليًا أضعف قدرة التنظيم على البقاء، وخسارة عناصر كبيرة من سوريا والعراق، وعزز عدم الولاء منهم لتنظيمهم وخليفتهم. كما تسبب تصدر الأجانب للقرارات على علاقة التنظيم مع السكان المحليين في المناطق التي احتلها. أدى ذلك إلى عدم امتلاكه أي دعم حقيقي من السكان والقرى والمدن التي يسيطر عليها. وهذه أحد المواضيع التي حاول فيها إرهابيو التنظيم المحليين إقصاء الأجانب أمام قيادتهم، لكن دون جدوى.
ختامًا:
الخلافات بين الأجانب والمحليين كانت أحد العوامل التي ساهمت في ضعف تنظيم داعش وانهياره بشكل تدريجي. هذه الخلافات تجسدت في العديد من الجوانب مثل التفرقة والاستعلاء، والصراع على السلطة، وكانت تداعياتها سلبية على التنظيم وسرعت في هزيمته وما تزال تعجل بالقضاء على فلوله وخلاياه على الأرض.