*فرات بوست / أخبار
أحجمت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والمنظمات التابعة لها عن توزيع السلال الغذائية أو افتتاح المطابخ المجانية في مدن دير الزور والبوكمال والميادين كما كانت تفعل خلال الأيام الأولى من شهر رمضان سابقاً، وهي فعاليات كانت تستغلها إيران للترويج لميليشياتها في المناطق الخاضعة لسطوتها، وكانت هذه النشاطات تتم بمساعدة مديرية أوقاف نظام الأسد وشخصيات متشيعة من بلدة حطلة.
مصادر خاصة لـ فرات بوست أكدت أن إحجام إيران قابله نشاطات على صعيدٍ آخر، هو استثمار العقارات وتخصيصها هذا العام لمن تطلق عليهم “الحجيج” للأضرحة المستحدثة، إضافةً لاستثمار حدائق عامة من أجل إقامة ندوات تدعو السكان لدعم الميليشيات الإيرانية وتحضهم على التشيع، أي أن نشاط إيران ومنظماتها أصبح على نطاقٍ أوسع علاوةً على سعي الأخيرة للهيمنة على معابر المحافظة.
فيما زادت ميليشيات ومنظمات إيران من نشاط سماسرة العقارات الذين وجهتهم لشراء المزيد من منازل المهجرين والسكان، وحولت عدداً كيراً منها لاستراحات أو فنادق “للحجيج” أو حولت ملكيتها لمقاتلي وقياديين في الميليشيات الإيرانية، في حين زادت إيران من دعمها لمتشيعي بلدة حطلة كآل الرجا من أجل تنظيم “المواكب الشيعية” من دير الزور إلى منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
وأضافت المصادر أن النشاطات الطائفية هذا العام امتدت لتشمل تحويل المزيد من المساجد إلى حسينيات كما حدث مؤخراً عند استحداث “حسينية الإمام جعفر الصادق” في بلدة حطلة، إضافةً إقامة حفلات زفاف جماعي للمتشيعين خلال العام في دير الزور على نفقة بعض المعممين الداعمين من دولة الكويت، علاوةً على منح مساحات زراعية تعود لمعارضين مهجرين لعدد آخر من المتشيعين.
يذكر أن الميليشيات والمنظمات الإيرانية تسعى ومنذ دخولها محافظة دير الزور في العام 2017 إلى تغيير هوية المنطقة، عن طريق مخطط ممنهج للتغيير الديموغرافي في عموم المنطقة، وتطبق إيران مساعيها عن طريق سلسلة من الشركات والمنظمات والمراكز “الثقافية” المنتشرة في المحافظة، ما يزيد من خطورة الموقف خصوصاً وأن نحو ثلثي سكان دير الزور تم تهجيرهم قسراً من نظام الأسد وحلفائه.