“الروس يَعلمون لكنهم يصرون على إنكار جرائم النظام، ويتحدثون عن جرائمه فقط خلف الكواليس” هكذا قال أحد الناشطين الذين التقوا الوفد الروسي التابع لوزارة الخارجية ، خلال جلسة أممية مغلقة لتحييد المدنيين.
وفي التفاصيل، حصلت شبكة فرات بوست على مقطع صوتي مسرب لجلسة سرية عُقِدَت في مقر الأمم المتحدة منتصف الشهر الحادي عشر من العام 2017، وجمعت بين وفد عن وزارة الخارجية الروسية ترأسه الناطقة باسم الوزارة “ماريا زخاروفا”، وممثلين عن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة ونشطاء حقوقيون سوريون.
وقد عقد الاجتماع لبحث المسؤوليات المترتبة على الأمم المتحدة ومنظماتها لتحييد المدنيين عن الصراع المسلح في ديرالزور، وتأمين ممرات آمنة لهم للخروج من المناطق التي سيطر النظام وميليشياته عليها مؤخراً، فيما قدم النشطاء قائمة بأسماء مدنيين مفقودين وآخرين تمت تصفيتهم بمجازر جماعية على يد ميليشيات طائفية تابعة للنظام وقائمة بأسماء مدنيين كانوا قد حوصروا من النظام في عدة مناطق.
وخلال حضور الوفد الروسي لهذا الاجتماع نقلت مترجمة الوفد الروسي عن لسان زخاروفا عن علم الحكومة الروسية بهوية الجهات التي ترتكب انتهاكات وتستهدف المدنيين، بقولها “عن أي جهة من الجناة تتحدثون؟ ميليشيا سهيل الحسن (ميليشيا النمر) أم ميليشيات حزب الله أو قوات النظام بشكل مباشر؟”
فيما قدمت الوزارة تعهدات “بمنع النظام وميليشياته” من إلحاق الأذى بالمدنيين في ديرالزور، وأن هؤلاء المدنيون سوف يتم نقلهم لقواعد روسية “منعاً لأن يقعوا بأيدي قوات النظام.
زخاروفا تكفلت بعدم التعرض للمدنيين وإخراجهم بأسرع وقت من المناطق المحاصرة، إلا أن ما حدث لاحقاً كان المزيد من الاستهداف والقصف من النظام وميليشياته على هذه المناطق واستشهاد أكثر من 40 مدني في مناطق متفرقة من ديرالزور خلال أقل من ثلاث أيام من تاريخ الجلسة، واعتقال أعداد من المدنيين وإرسالهم إلى فرع أمن الدولة الكائن في حي القصور بمدينة ديرالزور.
يذكر أن ماريا زخاروفا وخلال هذه الجلسة قد أبلغت الوفد الأممي أن الحكومة الروسية تتعهد بتقديم ضمانات أمنية لكل الراغبين بحضور مؤتمر “سوتشي” في محاولة منها لإبراز الروس كجهة ضامنة للوصول إلى حل سياسي، فيما لم تركز كثيراً على منع قوات النظام وميليشياته من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين.
وفي الرابط أدناه مقطع الصوت المسرب يسمع خلاله صوت الترجمة يوضح المعلومات آنفة الذكر: