“خاص فرات بوست”
“لقد فشلت جميع محاولاتنا لتغيير سلوك الأسد، وليس لدينا أدنى شك بأن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيميائيةمحظورة لقتل الشعب السوري”، هكذا وبكلمات مختصرة قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء مؤتمر صحفي عاجل جاء تعقيباً على إعلان الولايات الأمريكية رسمياً استهدافها لمطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص.
أما التفاصيل فكانت على الشكل التالي:
بدأت البوارج العسكرية الأمريكية روس Ross و بورتر Porter المتواجدتان في القاعدة الأمريكية روتا Rota في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الشواطئ الإسبانية، بدأتا بإطلاق أكثر من “50” صاروخ توماهوك عابر للقارات، نحو مطار الشعيرات العسكري، 31 كم جنوب شرق مدينة حمص، وكان ذلك في تمام الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي لسوريا.
فيما صرحت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، أن إنذاراً موجهاً للقوات الروسية في القاعدة العسكرية داخل المطار، من قبل الحكومة الأمريكية، قبيل انطلاق الصواريخ بساعات، وأن الغارات استهدفت فقط قوات النظام وتحصيناتها داخل المطار العسكري إضافةً إلى مستودعات للأسلحة الكيميائية بالقرب من المدرج الرئيسي.
أما ترامب فقد عاد ليؤكد خلال تصريحه الأخير أن الاستخبارات الأمريكية أثبتت عبر صور التقطتها الأقمار الاصطناعية، أن الطائرات التي أسقطت القنابل كيميائية على مدينة خان شيخون في إدلب، قد انطلقت في يوم المجزرة من مطار الشعيرات وعادت إليه عقب ارتكابها المجزرة المروعة.
كما أوضح ترامب أيضاً أن التحرك العسكري الأخير كان ضمن عمليةٍ محدودة تحمل رسالة معينة للنظام الأسدي، أما الهدف الأساسي من الغارة هو إضعاف قدرة النظام على استخدام الأسلحة الكيميائية، وردعه في حال قرر معاودة الكرة.
هذا وقد نوه أيضاً إلى فشل الحكومة الروسية في تطبيق اتفاقية نزع السلاح الكيميائي من النظام، والتي تلت ارتكاب قواته مجزرة الغوطة في العام 2013، في إشارة مبطنة للحكومة الروسية مضمونها احتمال ضلوعها بالتغطية على قوات الأسد أو المشاركة بالمجزرة بطريقة أو بأخرى.
وقد أسفرت غارات اليوم عن تدمير 14 مقاتلة معظمها من نوع سوخوي 25 وتدمير برج المراقبة الأساسي في المطار، وأجزاء من الدشم والمتاريس وآليات منتشرة في المنطقة، وتدمير المدرج الرئيسي للمطار، وقتل وجرح العشرات من عناصر وضباط النظام، وبالتالي خروج المطار بشكل كامل عن الخدمة.
غير أن مصدراً خاصاً بفرات بوست أكد أن الغارات لم تستهدف بطاريات الصواريخ والمضادات الجوية في محيط المطار العسكري، كما أكد مصدرنا أن الضباط والجنود الروس قد غادروا المطار والقاعدة العسكرية قبل ساعات من بدء الهجوم، كتأكيد لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بخصوص الإنذار المسبق للقوات الروسية.