فرات بوست: أخبار | تقارير
في شمال غربي سوريا، وتحديدًا في محافظة إدلب، يعيش القطاع الصحي حالة من الأزمة المالية الخانقة منذ نهاية عام 2023. هذه الأزمة أدت إلى تعليق العديد من المؤسسات الصحية لعملها، بما في ذلك المستشفيات التي تقدم خدمات حيوية مجانية.
في بداية عام 2024، تفاقمت الأوضاع حيث توقفت المزيد من المنشآت الطبية عن العمل، منها مشفى باب الهوى، الذي يُعد واحدًا من أكبر المستشفيات في إدلب والذي يوفر خدمات طبية شاملة لأكثر من 1.7 مليون شخص، بما في ذلك النازحين في المخيمات.
إغلاق المستشفيات إلى جانب تقليص الخدمات وارتفاع تكلفة خدمات الرعاية الصحية الخاصة يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للعديد من الأشخاص في شمال غرب سوريا. يتعين على المرضى الآن قطع مسافات أطول للعثور على مستشفى أو مركز طبي. وغالبًا ما تكون وسائل النقل العام محدودة، وبالنسبة للكثيرين، فإن تكلفة النقل باهظة ولا يمكن تحملها.
وفقًا لمراسل فرات بوست، يواجه مشفى باب الهوى أزمة حادة قد تؤدي إلى توقف تمويله بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الحالي، مما يعرض خدماته الأساسية للتوقف، وهي تشمل مجموعة من العيادات والتخصصات الطبية المتنوعة، وخدمات حجز المواعيد عبر تطبيق واتس آب.
مواد ذات صلة:
تحذيرات من ارتفاع معدلات الوفيات وانتشار الأمراض في شمال غربي سوريا
وأكد مراسلنا أن أكثر من خمس منشآت طبية توقفت جزئيًا أو كليًا عن العمل، مما دفع بالكوادر الطبية للعمل بشكل تطوعي وسط انقطاع الدعم اللوجستي والأدوية، مما يهدد بتوقف الخدمات بشكل كامل ويفاقم الأوضاع الصحية للأهالي، خاصة في حالات الطوارئ حيث يجد النازحون صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، حذرت إدارة مشفى باب الهوى من خطر توقف التمويل، معلنة عن جهود مستمرة للتعاون مع منظمة “SAM” لدعم القطاع الصحي والبحث عن مصادر تمويل جديدة لضمان استمرارية الخدمات الطبية الحيوية.
وختمت الإدارة بتأكيد التزام الكوادر الطبية في المشفى بتقديم الرعاية الصحية رغم التحديات الكبيرة، مؤكدة على استمرار البحث عن حلول للحفاظ على تقديم الخدمات الطبية الأساسية للمجتمع المحلي.